الرئيسية
السياحه
الاستثمار
خدمة المواطنين
كيانات المحافظة
برنامج تنمية صعيد مصر
مبادرة حياه كريمه
الموارد البشرية

 
* عيد سوهاج القومي .. عراقة التاريخ ورمز للصمود والبسالة

المصدر : بوابة الأهرام 10/4/2025

كتبت – نيفين مصطفي

يعد عيد سوهاج القومي، رمزا للتحدى والعزيمة والإصرار للوصول للحرية، وتخليداً لذكرى معركة جهينة المجيدة في 10 أبريل 1799، ومدينة جهينة شاهدة على الصمود والبسالة لأهلها، الأمر الذى جعل التاريخ يقف أمامها ويفرد لها صفحات من البطولات، في معركة شرسة أجبرت المحتل على التراجع والانسحاب من أرض الصعيد.

وتعتبر "جهينة" من أقدم القبائل العربية، ويشتهر أهلها عموما نساء ورجالا وشبابا وأطفالا بالشجاعة حيث تصدوا للعدوان الفرنسي، وشهد التاريخ على ذلك وخلدت فى لوحة فنية بمدخل جهينة تمثل الملحمة.

كفاح مستمر وممتد

يقول الدكتور خالد عمران نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وأحد أبناء جهينة البواسل، إن كفاح المصريين كفاح مستمر وممتد، وظهر هذا الكفاح في مقاومة الحملة الفرنسية على مستوى جمهورية مصر العربية كلها، لكن كانت أكثر غزوا في محافظة سوهاج، بعدد من المعارك كان منها معركة سوهاج في 3 يناير 1799، ثم معركة طهطا 8 يناير 1799، ثم معركة الصوامعة كانت في مارس 1799، ثم معركة برديس كانت 6 أبريل،ثم معركة جرجا كانت في 7 أبريل من نفس العام، خاضها الشعب السوهاجي الأصيل والعريق ضد الحملة الفرنسية علي مصر، وكانت أكبر هذه المعارك هي معركة جهينة في 10 أبريل 1799، التى أبلى الشعب السوهاجي والجهيني بالخصوص بلاءا حسنا، قاوم بكل شجاعة وقوة قوات الاحتلال الفرنسي، لدرجة أن الجثث كانت تملئ الشوارع، ولم تتوقف حتي تم إرغام القوات الفرنسية وإجبارها علي الرحيل من سوهاج، وترتب عليها بعد ذلك الرحيل عن جمهورية مصر العربية بالكامل، لذلك تم اختيار هذا اليوم 10 أبريل عيدا قوميا لمحافظة سوهاج، تخليدا لذكري تصدي أبناء محافظة سوهاج لقوات الغزو الفرنسية.

أما المهندس محمد إبراهيم وكيل مديرية التموين بسوهاج، وأحد أبناء مركز جهينة، فقد أكد أن "جهينة" تعد إحدى المدن الكبيرة التى تتميز بالنشاط التجارى الواسع ويتميز أهلها بالأصالة والصلابة الشديدة والعراقة والجرأة الكبيرة فى مواجهة الشدائد والمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة، والنجاح الباهر خارج نطاق المحافظة، وينتشر عدد كبير منهم فى محافظات القاهرة والإسكندرية ومرسى مطروح وبورسعيد وأسوان ووصلوا حتى حلايب  وشلاتين.

وقال: إن قبيلة جهينة دخلت مصر أيام الفتوحات الإسلامية مع جيش الراية بقيادة عمرو بن العاص سنة 20 هـ و641م، وانتشروا بعدها في منطقة الأشمونين جنوب المنيا ثم اتجهوا جنوبا نحو سوهاج والنوبة، وهناك عائلات من جهينة في محافظة الشرقية وقنا والقليوبية، ما زال قسم كبير يحتفظ باسم قبيلة جهينة، وساهم رجال جهينة فى فتح السودان فى عصر الفتوحات الاسلامية، وعرفنا من التاريخ " كتاب الثورة العرابية والاحتلال الانجليزى لـ عبد الرحمن الرافعي ص429والوقائع المصرية عدد أول يناير سنة 1883م"، أن عبد الله بهادر عمدة جهينة كلها قبل أن تقسم لشرقية وغربية، شارك فى الثورة العرابية وأمدها بالمال والعتاد والرجال مما أفقده منصبه بعد هزيمة العرابيين في التل الكبير، واحتلال الإنجليز للبلاد، كما قاوم أهالي جهينة الحملة الفرنسية بكل بسالة ونضال، حتى تم طرد الفرنسيين من جهين، بالكامل مما أدى إلى إندلاع الثورة ضد الفرنسيين فى باقى مراكز المحافظة، وتحتفل محافظة سوهاج بالعيد القومي يوم 10 أبريل تخليدا لهذه الملحمة الوطنية.
 المؤرخ عبد الرحمن الرفاعي يحكى التاريخ

وفي السياق نفسه، ذكر المؤرخ عبد الرحمن الرفاعي، فى سرده لتاريخ الحركة القومية في مصر، أن قائد الحملة الفرنسية إلى صعيد مصر الجنرال "دافو" أمر القائد "موراند"، بمهاجمة "برديس" فى 6 من أبريل، فتجمعت الأهالى والقبائل العربية، وسكان القرى المجاورة، والتحموا في معركة شرسة مع الفرنسيين، وأجبروهم على التقهقر إلى جرجا، للحفاظ على ما تبقى من مواقع الحملة الفرنسية.

وبدأت معركة في جرجا في السابع من أبريل، شهدت معارك طاحنة بمواجهة 3 آلاف مواطن، تجمعوا من سكان المنطقة وعرب الحجاز والمماليك، مع القوات الفرنسية، بكل عتادها وأسلحتها فأسقطوا العديد من القتلى والمصابين بين صفوف الجنود الفرنسيين.

وأضاف «الرافعى»، أن ثورات هذه القرى جعلت ثورة الأهالى تمتد إلى طهطا، وتستولى على الحكم القائم فيها، وطلب الفرنسيون مددا لقمع ثورة الأهالى في القرى المجاورة، فأقبل الضابط "لاسال" بجنوده قادما من أسيوط، وكانت معركة جهينة يوم العاشر من أبريل، عندما تصادم مع الثوار في جهينة، وشهدت ساحات القتال والحصون المختلفة معارك طاحنة، نتج عنها عدد كبير من القتلى، مما اضطر جنود الحملة إلى مغادرة جهينة، والانسحاب من سوهاج.

 

الصفحة الرئيسية | عن الموقع | اتصل بنا | اتصل بمدير الموقع